برنامج أهل المدينة عشرة على عشرة

برنامج أهل المدينة عشرة على عشرة

كادر برنامج (اهل المدينة)

                                                                                  غيلان ناصر

فلسفة الحياة هي الغور في سبرها, والسير بمخاضها العسير, والتحلي بالصبر والولوج بمقامرات مرهونة بالمغامرات الناجحة, والظفر والتألق بها, ثم العلو والسمو لها, ذلك من شيم الأفذاذ, للسير نحو رسالة إنسانية إعلامية هدفها معانات المواطن أولا. هذا ما تميز به كادر برنامج أهل المدينة. الذي يشرئب على البرامج بقضايا جديدة ومواضيع ساحرة تفتن الألباب.

استطيع القول واجزم بان برنامج (أهل المدينة), الذي يعرض على قناة الشرقية, أفضل البرامج اليومية التي تعرضها القنوات الفضائية العراقية. سأستجلي السبب, إذ أصبحت البرامج اليومية جمة جدا, فيستعينون عنوة بالكثير من المواضيع المكررة والنسخ الباهتة حيث اضمر لدى المشاهد السأم والملل, فأمست لا تكفهر عن كاهل المواطن العراقي. أما الحديث عن برنامج (أهل المدينة) وكادرهم المحترف المبجل بالعديد من الأسماء الشابة التي تستحق كل التقدير والاحترام. ففي فترة الامتحانات الطلابية لم تبالِ أي محطة فضائية عراقية بهذا الطرح الجديد بالفكر والمضمون والمواضيع المتعددة لذلك كانت عيون الآباء والأمهات ترنو وأذانهم تصبو نحو الشاشة, وهذا بحد ذاته شهادة نجاح أكيدة ومؤكدة لهم بالتفوق. كما يستعرضون يوميات  الإنسان العراقي بصيغة جديد في الطرح, لعله المتنفس الوحيد للخروج من مآزق العيش اليومي وهم على حافة الوجع والقهر والضياع والخيبة.

قادت البرنامج هم (علي فاضل) فالكاريزما الجميلة التي يتمتع بها, وقالبه المميز في التقديم, بحيث تسترسل في حديثة وتستسيغ لما يعلق عليه برؤية شبابية ثاقبة للمواضيع وتحليلها بكل رزانة وحكمة, إذ أصبح اليوم هو الإعلامي الأكثر طلة جمالية بين الإعلاميين. من الصعب جدا أن تأخذ مكان شخص ما أبدع واحترف وترك بصمة جميلة عند المشاهد فعند ما حلت الإعلامية المميزة (أزل) بدل من (نضال علي) فرضت ومنذ الوهلة الأولى نفسها كإعلامية مقتدرة متقنة عملها بصورة احترافية كبيرة, لذلك ائتلف المشاهد معها وانصهرت هي مع المشاهد فأضحت زهرة جميل في البرامج.

ولعل أجمل فقرة وهي التي تناقش مشكلة كل العائلات العراقية هي نشرة الكهرباء ففي بادرة جديد لم نألفها من الاقنية الفضائية استطاع البرنامج ان يقدم نشرة خاصة بالكهرباء تشرح عدد ساعات انقطاع التيار الكهربائي وتشغيل المولدات في العراق, والنشرة تدل ان هناك عاصفة فكرية لا تنضب, يقدمها الإعلامي الدهسم (سهم غضبان) بهي الطلعة جميل المحيا مبينا قراءة فكرية ثائرة , ولا أجد بديل له لتقديم هذه الفقرة.

والحديث عن المراسلين يطول. وعلى سبيل الذكر لا الحصر مراسل محافظة كركوك الزميل (سلام الدليمي) بكلامه الممتع وشخصيته الطيبة وأسلوبه الجميل فنجده في الأماكن التي هي على مضض ونكد وفيها الأفراح والفقر المدقع وكل ما يهم المواطن في كركوك أفكار جديد يستنبطها من واقع الشارع الكركوكي فهو خير مراسل في كركوك عرف كيف يقدم الجديد بطريقة إنسانية باهرة كتقريره عن شحت المياه في منطقة العمل الشعبي وكذلك الامتحانات الطلابية ومعرض الفنون التشكيلية والطفلة التي تكفلت قناة الشرقية علاجها.

مواضيع مهمة تنبثق من هذا البرامج لتلج إلى قلوب المشاهدين بانتظار أحر من الجمر. وهذه البرامج اليومية متعبة جدا وتتطلب مهارة ووقت كبيرين لإعدادها وتقديمها, فتقدم للمشاهد على طبق من الماس لتخرج بحلول ناجعة بوضوح فكري جديد. هذه هي الرسالة الإنسانية الإعلامية التي يحمل سراجها إعلامي برنامج أهل المدينة.