السياحة في المغرب , الأماكن السياحية , طنجة , فنادق في المغرب , الرباط , المغرب , سائح , السياحة في المغرب.
يحتل المغرب مكانة متقدمة على خريطة السياحة العالمية، فقد راهن في أفق العام 2010م على استقطاب عشرة ملايين سائح وكسب الرهان. وقليلة هي البلدان التي تحظى بمثل ما يحظى به المغرب من تنوع في المناخ الرائع الذي يمنح السائح فرص الاستجمام والمتعة والسياحة في أكثر من فضاء.
والمعروف أنه يقع على واجهتين بحريتين من حوض البحر المتوسط والمحيط الأطلسي، وشواطئه الجميلة الممتدة على طول 3500 كم توفر للزائر إمكانية ممارسة هواياته في السباحة والنزهة وصيد الأسماك.
وجبال أطلس المغربية التي يصل ارتفاع بعض قممها أكثر من 3000 متر تهيئ للسائح أيضا رؤية غابات الصنوبر والبلوط والأرز والمحطات الجبلية العليا المكسوة بالثلوج ناصعة البياض.
إضافة إلى هذا التنوع الفريد تتوافر الحمامات المعدنية العلاجية المشهورة في المغرب منذ زمن بعيد ويتربع على قمة هذه الثروة السياحية توافر الآثار في المدن العتيقة.
وهذا دليل إضافي على أصالة الحضارة المغربية، فمن خلال مناراتها وأسوارها ومساجدها وقصورها ستقف على أروع صفحات التاريخ المغربي الإسلامي كمدينة فاس التي تحتضن أول جامعة في العالم وهي جامعة القرويين، وكذلك مدينة الرباط العاصمة الإدارية للمغرب والمشهورة بمعالمها التاريخية المتنوعة منذ عهود غابرة تعكس أمجاد الحضارات الرومانية والفينيقية والإسلامية.
والمغرب عالم واسع يمتزج فيه الواقع بالأساطير، وتعيش على مشارف مدائنه وبين جدرانها العصرية عادات وتقاليد لها نكهات مميزة أكثر تميزا من رائحة الشاي المغربي المعطر بالنعناع الذي يعبق في أرجاء المملكة.
المعلومات الأساسية
المــــوقـع ..
تقع في الركن الشمالي الغربي من قارة أفريقيا وتطل على البحر المتوسط شمالا والمحيط الأطلسي غربا. يفصلها عن إسبانيا مضيق جبل طارق ولها حدود مشتركة مع الجزائر وموريتانيا وهي واقعة بين خطي عرض 24 و36 شمالا وبين خطي الطول 2 و11 غربا.
العاصمة: الرباط.
المساحة: 710.850 كم مربع.
المدن الرئيسة: الدار البيضاء وفاس ومراكش ومكناس وطنجة.
اللغة: العربية (الرسمية) والبربرية والفرنسية والإسبانية.
الرمز الكودي:MA.
عدد السكان: 31.1 مليون نسمة (2002م).
يوم الاستقلال: 18 نوفمبر/ تشرين الثاني 1955.
الكهرباء: 110 /220 فولت.
اليوم الوطني: 30 يوليو/ تموز (عيد العرش).
التوقيت:GMT.
هاتف دولي: 00212.
العملة: درهم مغربي = 0.094 دولار والدرهم يساوي 100 سنتيم.
الموارد الطبيعية: الفوسفات (والمغرب هو الأول عالميا في إنتاجه) والحمضيات والأسماك والسردين والزيوت والتمر والزراعة والمواشي ومناجم الفحم والرصاص والحديد والفضة والنحاس.
المطارات: الدار البيضاء (أنفا ومحمد الخامس) والرباط وسلا وطنجة وفاس وجدة والحسيمة ومراكش وأغادير وورزازات والعيون.
متطلبات الدخول إلى البلاد: جواز سفر ساري المفعول، وضرورة الحصول على تأشيرة للدخول عن طريق السفارات والقنصليات المغربية الموجودة في جميع أنحاء العالم. إلا أن هناك بعض الدول المعينة يمكن لرعاياها الدخول إلى المغرب من دون تأشيرة مسبقة.
ساعات العمل: من الساعة 8ص- 12ظـ ومن الساعة 2.30ظـ إلى 6.30م. والعطلة الأسبوعية السبت والأحد.
المناخ: يتميز الساحل المغربي بمناخ البحر الأبيض المتوسط الدافئ ويعتدل على الساحل الشرقي، أما المناطق الداخلية فيسود فيها مناخ قاري أكثر حرارة وجفافا، وفي جنوب البلاد يسود جو حار وجاف طوال معظم أيام السنة، وأشد ما يكون الليل برودة في ديسمبر/ كانون الأول ويناير/ كانون الثاني، وتسقط الأمطار من نوفمبر/ تشرين الثاني الى مارس/ آذار في المناطق الساحلية. ويكون المناخ جافا في معظمه مع ارتفاع درجات الحرارة في الصيف، أما الجبال فيسودها مناخ أكثر برودة.
الجغرافيا والتاريخ..
نبذة جغرافية
يقع المغرب في أقصى شمال أفريقيا، ويحده الجزائر من الشرق بحوالي 1600 كم، وموريتانيا بحدود طولها 1561 كم، وتستولي إسبانيا على مدينتي سبتة ومليلة القريبتين من الشاطئ الأوروبي.
ويملك المغرب خصائص جغرافية متنوعة، وفيه سلسلة جبال تنتهي بسهول محاذية للصحراء، والمغرب هو أكثر البلدان مطرا في شمال أفريقيا، وتكون جبال الأطلس مقرا حقيقيا للمياه، تتخلل سطح الجنوب أنهار عديدة أهمها: أم الربيع وبورقراق وسبو وتانسفت ودرعة، ومعظمها يصب في المحيط الأطلسي.
نبذة تاريخية
تقع المملكة المغربية في أقصى العالم القديم وتنفصل عن أوروبا بالبحر المتوسط، وعن أفريقيا بسلاسل جبال أطلس والصحراء.
والمعروف أن تاريخ المغرب موغل في القدم حيث تشير النقوش الحجرية في الصحراء إلى ما قبل التاريخ وإلى حقب تاريخية مختلفة ما يدل على انفتاح المغرب منذ القدم على الخارج، وعلى أنه ملتقى للحضارات عبر العصور.
وبدأ الفتح الإسلامي لبلاد المغرب عام 643م (22هـ)، وبعد أكثر من عقدين عين عقبة بن نافع واليا عليها فأسس مدينة القيروان وتوغل في المغرب حتى بلغ المحيط الأطلسي، وواصل المغاربة بعدئذ الدور ففتحوا الأندلس تحت قيادة طارق بن زياد، وأسسوا إمارات مستقلة حتى استتب الأمر عام 788م بتأسيس دولة الأدارسة ثم المرابطين فالموحدين فالمرينيين فالوطاسيين فالسعديين فالسلالة العلوية الحالية.
وفي العام 1906 فرضت الحماية الأجنبية على المغرب بموجب معاهدة الجزيرة الخضراء وشهد المغرب ثورة عبدالكريم الخطابي ضد المستعمرين الفرنسيين عام 1921 وفي اليوم الثاني من مارس/ آذار 1956 أعلن استقلال المغرب فيما عدا مدينتي سبتة ومليلة على ساحل المتوسط واللتين مازالتا خاضعتين للحكم الإسباني
التركيز على السياحة العربية البينية..
ويعد استقطاب السياح العرب واحدا من الأهداف التي تتركز حولها الخطة السياحية في المغرب، وتم وضع إستراتيجية عربية لتنشيط السياحة البينية العربية لزيادة أعداد السياح العرب فقد وصل حوالي 169 ألف سائح من الخليج عام 2000 منهم 50% من السعودية بما يعادل 30 ألف سائح ومن مصر 12 ألف سائح ومن الأردن وغيرها من الدول العربية.
ورغم هذا لا تتجاوز نسبة السياح العرب للمغرب 6% ويقدر عددهم بنحو 100 ألف سائح، وهو رقم لا يتماشى مع طموحات المغرب، خاصة بالنسبة للقادمين من الخليج، ما دعا لتكثيف الجهود وتنشيط الترويج للمغرب عبر المشاركة في المعارض السياحية المتخصصة التي تعقد في دول مجلس التعاون، خاصة معرض سوق السفر العربي (الملتقى) وتوجيه دعوات للصحفيين لزيارة المغرب التي تولي أهمية كبرى للسائح العربي والخليجي خاصة، فهو الأطول مكثا والأكثر إنفاقا، فهو يأتي في المرتبة الثانية عالميا بعد السائح الياباني في الإنفاق.
ومما لا شك فيه أن السياحة العربية البينية هي البديل والحل لتعويض المغرب عما لحق به من آثار 11 سبتمبر/ أيلول 2001، وتسعى فعاليات القطاع السياحي في المغرب لتركيز اهتمام المستثمرين العرب على بناء الشقق السياحية وإقامات لاستقبال الأسر العربية التي تريد قضاء فترات سياحية في المغرب، والمناخ الاستثماري الذي يوفره المغرب للستثمرين العرب من إعطاء أراض للمستثمرين بنصف السعر من قبل الدولة، إضافة للإعفاءات الجمركية من الضرائب، فضلا عن المكانة البارزة للعلاقات الأخوية والروابط المتينة التي تجمع المغرب بأشقائه العرب والإرث الديني واللغوي الثقافي والاجتماعي المشترك.
وهناك تصورات مستقبلية لدى الفاعلين في هذا القطاع مع تعزيز مندوبيات المكتب الوطني المغربي للسياحة.
مهرجانات ومواسم..
تنظم في المغرب العديد من المهرجانات والمواسم الثقافية بمختلف المدن المغربية وعلى مدار السنة، فإضافة إلى مهرجان أصيلة يوجد مهرجان الرباط الذي يستمر 40 يوما وذلك خلال شهر يونيو/ حزيران ومهرجان الموسيقى الروحية بفاس، وينظم في مايو/ أيار وموسم الخطوبة بأملشين وينظم في سبتمبر/ أيلول وموسم حب الملوك بصفرو حيث تختار ملكة جمال حب الملوك، ومهرجان عبيدة الرما بخريبكة، ومهرجان الفنون الشعبية، والمهرجان الدولي للسينما بمراكش، ومهرجان أغادير للموسيقى العربية وغيرها.
بحلول العام 2010 يسعى المغرب لاستقبال 10 ملايين سائح، وسجلت السياحة في المغرب انخفاضا في الإيرادات بلغ 43% في مطلع العام 2002 بسبب آثار أحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001 في الولايات المتحدة وبلغت إيرادات السياحة في الشهر الأول من ذلك العام 102 مليون دولار مقارنة بنفس الفترة من عام 2001 حيث بلغت الإيرادات نحو 179 مليون دولار.
ويعمل في صناعة السياحة المغربية نحو 620 ألف شخص، وكانت هذه الصناعة قد شهدت تطورا ملموسا في العامين اللذين سبقا 11 سبتمبر/ أيلول 2001، ففي العام 2000 زادت إيرادات السياحة 28% ووصلت إلى 8.26 مليار درهم (2.38 مليار دولار) غير أن المغرب يهدف إلى استقبال عشرة ملايين سائح سنويا بحلول العام 2010 من حوالي 2.4 مليون سائح في العام الماضي.
ويحاول المغرب تقليل الآثار السلبية التي تركتها أحداث سبتمبر/ أيلول 2001 بالاستمرار في المزيد من المشروعات، فقد بدأ العمل منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2002 تطوير مواقع لبناء 36 فندقا بها نحو 7000 غرفة في مراكش وهو استثمار يتكلف 6.44 مليار درهم إلى جانب بعض المشاريع للعديد من المستثمرين.
وقد يكون المغرب أقل ضررا من الوضع السيئ للسياحة في العالم نظرا للاعتدال الذي يميزه.
وقد شرع المكتب المغربي للسياحة في تحديد أبرز ملامح خطة الطوارئ لمواجهة الأزمة الحالية، فالمغرب يمكنه أن يجتذب ما بين 5 و6 ملايين سائح دون الأخذ في الاعتبار السياحة الحدودية، التي يمكنها أن تغير إلى حد ما تشكيلة السياحة واستقطاب ما يقدر بحوالي مليوني سائح زيادة على سياحة المغاربة الموجودين في الخارج والقيام بحملات دعاية مدروسة مع إعطاء الأولوية لجميع أصناف السياحة.
مناطق الجذب السياحي..
شهد قطاع السياحة في المغرب خلال السنوات القليلة الماضية تطورا ملحوظا، وأضحى المغرب إحدى المحطات الرئيسية للاستقطاب السياحي العالمي. وإذا كان هذا القطاع قد اعتمد اعتمادا كليا على السياح الأوروبيين فقد اتجه الاهتمام بشكل لافت نحو سوق السياحة العربية.
وتنبع الأهمية المتزايدة للمغرب كوجهة سياحية مفضلة لدى الكثيرين من هواة السفر والترحال لاغتنائه بثروات طبيعية غاية في التنوع بحيث توفر للراغب في التمتع بها قاعدة عريضة من الخيارات، فإحاطته بالبحر المتوسط من الشمال والمحيط الأطلسي من الغرب خلقت فيه تنوعا طبيعيا فريدا.
ويجد المرء جبال أطلس الشاهقة والشريط الساحلي المعتدل المناخ والمناطق الصحراوية في الجنوب الشرقي جنبا إلى جنب في تناغم رائع، وقد وفر هذا الواقع لقطاع السياحة المغربي العديد من المزايا من أهمها التنوع السياحي كالسياحة الساحلية والجبلية والصحراوية والعائلية والعلاجية والثقافية وغيرها
مناطق سياحية:
الدار البيضاء
.هذه المدينة الجميلة الحديثة واحدة من سلسلة المدن المغربية الممتدة على شواطئ الأطلسي، فقد طورت من ميناء صغير لا يثير الانتباه في مطلع القرن العشرين إلى مدينة كبيرة تعتبر اليوم العاصمة الاقتصادية والتجارية للمملكة المغربية، وهي المدينة الأولى في المغرب، والثالثة في أفريقيا من حيث عدد السكان (بعد لاجوس والقاهرة) إذ يقطنها نحو أربعة ملايين نسمة.
وبالإضافة إلى كونها مدينة لا تنام فهي محافظة على طابعها المغربي الإنساني، ففنها المعماري ممتزج بين روعة القديم بأبنيته المنخفضة والمنتظمة الشكل والحديث بمبانيه الشاهقة والفخمة كالمركز التجاري بشركاته ومصارفه وبيوت المال والفنادق الكبرى والحدائق العامة.
في الدار البيضاء تختلط المدن، أجزاء من بغداد وأطراف من القدس وقطع من القاهرة وملامح من مرسيليا وحالات من دمشق، ميناء برازيلي ومقاه إسبانية وإيطالية، وأنت تعود في منتصف الليل يختلط رجع الناي النائح بشبق الفلامنكو وبالرقة العذبة لكمان يشق هدأة الليل.
إن الدار البيضاء التي تعرف أيضا باسم كازابلانكا و"أنفا" تشتهر بالعديد من الأماكن الجميلة التي تستحق أن يقصدها السائح ويتمتع بجمالها وبفنها، وإن توافر التسهيلات السياحية فيها من فنادق فخمة ومطاعم ومواصلات حديثة تربطها بالمدن الأخرى جعلها تتبوأ مركزا مرموقا في الصناعة السياحية.
وفي وسط المدينة توجد ساحة الأمم المتحدة، وعلى جادة الحسن الثاني نافورة ماء موسيقية ملونة يستمتع برؤيتها المواطنون والسياح، ومن أهم الأماكن السياحية التي تلفت الانتباه مسجد الحسن الثاني الذي يعتبر فلسفة معمارية حضارية، وثالث أكبر مسجد في العالم الإسلامي بعد الحرم المكي والمسجد النبوي وافتتح عام 1993م ويتسع لأكثر من 20 ألف مصلّ.
أما بالنسبة للتسوق فهو متعة في حد ذاته، خاصة في سوق باب مراكش بالمدينة القديمة في الدار البيضاء وهي سوق يباع فيها كل شيء وبأبخس الأثمان، خاصة الألبسة الجاهزة والأحذية والمصوغات والمصنوعات الجلدية.
وغير بعيد عن الوسط نجد منطقة عين الذيب التي تمتد على طول الشاطئ وهي واجهة بحرية تضم سلسلة مسابح وفنادق ومقاه وملاه ليلية راقية شرقية وغربية ومطاعم من الدرجة الأولى. ويتمتع السائح فيها بكل ما يطلبه من شمس ورمال وشواطئ وكل ما يشتهيه من المناظر الطبيعية التي أبدعتها عظمة الخالق -سبحانه وتعالى-.
صور من مسجد الحسن الثانى في الدآر البيضآء
صور مختلفــه لدآر البيضـآء..
الرباط، مكناس، فاس، مراكش، من بين المدن المغربية العتيقة والمعاصرة الأخرى، تتنفس تحت ضياء شمس واحدة، ليست بالمختلفة كما أنها ليست بالمتشابهة، لقد شُيِّدَت بحق لكي تبهر زوارها، حيث أسست كل واحدة منها كعاصمة تفوق نظيرتها جمالاً.
وهناك أيضًا مدن طنجة وتطوان وشفشاون والعرائش وأصيلة وأجادير وسلا والجديدة والعيون.. لا ندري أيها نختار، بل علينا بزيارتها كلها، عابرين المغرب وتاريخه، قاطعين مسافة (3500كم) من الشمال إلى الجنوب عبر شواطئ البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي الذي يربط بينها.
سفر لا يُنْسَى لاكتشاف هذه المدن الجذابة، حيث يمتزج الحاضر بالماضي ليطبعنا بجملة من الإحساسات المثيرة، لا نكاد نغادرها حتى نحلم بالعودة إليها.
يتمتع المغرب بتنوع مناخه ما بين متوسطي في الشمال وجبلي في الوسط وصحراوي في الجنوب، تخترقه سلسلتان جبليتان هما الريف والأطلس، وتصل أعلى قمة بالمغرب 4165 مترًا بجبل توبقال بالأطلس الكبير.
ويتجلى هذا التنوع الطبيعي في مناظر جميلة تختلف من جبال تكسوها الثلوج إلى غابات الأرز الخلابة، فالسهول على امتداد الساحل الأطلسي. ويُمَكِّن فصل الربيع في المغرب الزائر من أن يجمع بين الاستمتاع بالسباحة والتزحلق على الجليد وهدوء الواحات.
مدينة الرباط: ومَحْضَن التاريخ
تتميز مدينة الرباط بحدائقها الجميلة وساحاتها المزهرة كحديقة الأوداية الرائعة وقصبة شالة، كما تحفها مناظر خلابة مدهشة كأنها تاج مُرَصَّع بالجواهر: شواطئ شاسعة ذات رمال ذهبية ناعمة، غابة المعمورة الجميلة ذات أشجار الفِلِّين الأخضر.
في هذه الجولة في بعض مدن المغرب، نشرع أمامكم الباب لتشاهدوا بعضًا من حضارة هذه البلاد الشامخة، فنَحُطُّ الرِّحَال أول الأمر بعاصمة المملكة "الرباط"، ثم ننتقل إلى فاس مدينة العلم والحضارة، ونعرج على طنجة مجمع البحرين وملتقى الحضارات.
لنعود في وقت لاحق - إن شاء الله - لنُمِيْط اللثام عن مدن مغربية أخرى لا تقل بهاء وجمالاً وعلى رأسها مراكش الحمراء، وورزازات الزهراء، وكلميم باب الصحراء، والصويرة )موكادور(، والدار البيضاء الكبرى.
تخيلوا مدينة بيضاء تنتصب بعظمة وكبرياء على مصب النهر، تفتخر بتاريخ مجيد يعود إلى عصور قديمة، وتتحلى بجمال أخَّاذ جمعت مظاهره عبر قرون متعددة. اختيرت عاصمة للدولة الموحدية في القرن 12م، ثم بعد ذلك عاصمة للمغرب المعاصر.
تتميز مدينة الرباط بحدائقها الغَنَّاء وساحاتها المزهرة كحديقة الأوداية الرائعة وقصبة شالة. كما تحفها مناظر خلابة مدهشة كأنها تاج مرصع بالجواهر، شواطئ شاسعة ذات رمال ذهبية ناعمة، غابة المعمورة الجميلة ذات أشجار الفِلِّيْن الأخضر.
ساحة حسَّان: مجد الحضارة وحضارة المجد
بساحة حسَّان الواسعة تنتصب صومعة يبلغ علوها 44 مترًا، وتصوروا عُلُوّها كان سيصل 80 مترًا، كما كان يحلم بذلك يعقوب المنصور الموحدي.
تدل المائة عمود المحيطة بالصومعة على أن ساحة حسَّان كانت ستصبح أكبر جامع في العالم الإسلامي، في عهد عظمة الإمبراطورية الموحدية التي امتدت حدودها إلى تونس وإسبانيا.
أبواب المدينة القديمة: شموخ التاريخ
يُعَدُّ باب "الرواح" أجمل الأبواب الخمسة التي تسمح بالدخول إلى الرباط، إنه فخم ورائع يزينه إكليل زهر وأربيسك وردي ومحارات كبيرة.
عند زيارة المُتْحَف الأثري يكون الاندهاش قويًّا أمام هذه المفاجأة، فالمغرب يحكي تاريخًا عريقًا من خلال هذا المتحف، وذلك منذ عصر ما قبل التاريخ ومرورًا بالحضارات ما قبل الرومانية والرومانية، إلى الفترة الإسلامية الزاهرة، فهذه أدوات حجرية نحتها إنسان النيوندرال. وتستمر الزيارة بعد الخروج من المتحف وفي هذه اللحظة ستعتمدون على حاسة الشم التي سوف تقودكم لا محالة إلى زنقة السويقة، حيث الكفتة المشوية والحلويات العَسَلِيَّة والفواكه المجففة المتنوعة.
وفي الطريق نحو زقاق القناصلة تجدون معروضات طريفة من أباريق القهوة طويلة اليد، وفناجين حديدية بيضاء، وكؤوس مزخرفة وأثواب مطرزة وأساور فضية، كما تعرض كذلك في نفس الزقاق الزرابي الرباطية المشهورة بنعومتها ونسيجها الدقيق، وبلونها الأحمر الذي يتوسطه وسام مركزي.
قصبة الأوداية:
لقد كانت قصبة الأوداية مقرًّا لكثير من الأحداث، مقرًّا لقبيلة الأوداية التي كلفها المولى إسماعيل بالدفاع عن المدينة ضد القراصنة، مقرًّا ليعقوب المنصور ولعبد المومن الموحدي الذي بنى بها جامع "العتيقة" حوالي سنة 1150م وهو أقدم جامع بالرباط.
عند جلوسك بالمقهى التقليدي وتذوق حلوى كعب الغزال بالشاي المُنَعْنَع، والنظر هائم في الأفق يراقب القوارب الراقصة بوادي أبي رقراق على حافة أسوار "سلا" تدرك عظمة الرجال الذين مروا من هنا.
قصبة شالة:
بناها المرينيون في القرن الرابع عشر الميلادي، تقوم على أنقاض مدينة "سلا" الرومانية العتيقة. هنا، الطبيعة ملهمة، والأحجار لها روح حية، الموز والتين والنخيل تغوص بجذورها في التاريخ، تحرس هذا المكان السحري صومعة تظهر بين الأعشاب ذات زليج متعدد الألوان اللامعة.
فاس مدينة العلم والحضارة
هي العاصمة العلمية، عاصمة التقاليد العريقة، اتخذها أكبر عدد من الملوك الذين تعاقبوا على حكم المغرب عاصمة لهم. إنها لؤلؤة العالم العربي وهي مدينة الأحاسيس المتعددة.
فهي كفلورنسا أو أثينا، كل من يأتي إليها - باحثًا عن كنز حضاري أو حياة غنية زاخرة متنوعة المظاهر أو دفء الشمس أو الذوق الرفيع أو أزكى العطور - ينال مُبْتَغاه لا محالة.
في فاس لا حَدَّ للمتعة الروحية والحسية، فبهاء القصور والمتاحف وترف العيش يجعل فاس مدينة قَلَّ نظيرها، وتغري بالإسراع في جولات متعددة.
كانت أول عاصمة للمملكة سنة 808هـ في عهد إدريس الثاني، ثم عاصمة في القرن الثالث عشر أيام المرينيين، وكذا في القرن التاسع عشر تحت إمرة مولاي عبد الله.
فاس البالي أو المدينة القديمة:
يتكون فاس البالي من عدوتين. ففي سنة 818هـ استقرت على الضفة اليمنى لوادي فاس المئات من العائلات المسلمة النازحة من الأندلس والمطاردة من طرف الجيوش الصليبية، وسميت بعدوة الأندلس. وبعد مُضِيّ سبع سنوات، حلت 300 عائلة قيروانية على الضفة الأخرى، سميت بعدوة القيروانية.
حمل عرب الأندلس حضارة في أوج ازدهارها، فَحَيُّ الأندلسيين يبهر ببهائه وتعدد بنيانه، فالقصور تتنافس بجمال زخارفها، ويشهد على ذلك الخشب المنقوش والنحاس المنحوت والزليج المتعدد الألوان والمشربيات وأعمدة الجبس المنقوش.
جامع القرويين: أقدم جامعة في العالم:
بُنِيَ جامع القرويين كمعهد للعلم قبل جامعتي السوربون وأوكسفورد، وما زال إلى اليوم أحد المراكز الرئيسية للإشعاع الثقافي بالمغرب العربي. تحتوي مكتبته على 30 ألف مجلد، وبها مصحف يرجع تاريخه إلى القرن التاسع الميلادي، وقد شُيِّدَ هذا الجامع سنة 857م وتم توسيعه سنة 1317م.
إن التجول عَبْرَ أرجاء فاس من الإمتاع بحيث ينبغي القيام به مرتين على الأقل. عند بزوغ الفجر، يضيء ضوء النهار التلال، وعند الغروب تغطي حمرة الشفق السقوف والقباب. إنه لمنظر من مناظر المدينة العتيقة سيبقى لصيقًا بالذاكرة، سيجعل كل من زار فاس حريصًا على العودة إليها لا محالة.
التجول في فاس متعة للروح والبدن:
إن أفضل طريقة للتجول بفاس هي المشي بِمَهَل وبدون أية وجهة محددة، وتتبع تيار الحياة ومبتغى الأحاسيس. صوف ناعم، كوب شاي ساخن، عبير التوابل المنبعث من حوانيت العطارين. جمال ألوان خيوط الصوف المعلقة بأسواق الصباغين، مذاق الكباب والحلوة المخضرة بالعسل، ضجيج الأدوات في كل مكان تقريبًا.. الدخول في متاهة الأزقة والأدراج، والممرات، والقبب، والدروب، ففاس عاصمة الذواقة ومحل الأكل الرفيع. إنها مقر صنع "البسطيلة" الشهيرة التي تحضر من أوراق عجين أنعم من الحرير تحشى بلحم الحمام أو الدجاج، والسكر، واللوز والتوابل. أما إذا ما صادفتم على طرقكم بائع حلوى "النوغا" فلا تترددوا في التوقف عنده.
مولاي يعقوب وسيدي حرازم: ماء ودواء
تزيح ناحية فاس الستار عن مظهر البرك ذات المياه الصافية والمعدنية الشافية لكثير من أمراض الروماتيزم وأدواء أخرى، ومنها ينبوع "سيدي حرازم" بمياهه الساخنة المنغنيزية معروفة إبان ليون الإفريقي، الجغرافي العربي الذي عاش في القرن السادس عشر، أما اليوم فهذا الينبوع مجهز بمحطة استحمام عصرية. بعد الارتواء من ماء الينبوع، اذهبوا إلى قبة سيدي حرازم البيضاء، وسط أشجار الكالبتوس والنخيل، والدفلي، ثم اعرجوا على مضايق سبو. فعلى الطريق تتوالى مناظر خلابة عديدة، فاس الريف والأطلس المتوسط. الخوانق التي شقها وادي سبو كما تدل على ذلك الطبقات الكلسية المحمرة.
طَنْجَة.. مجمع البحرين
طنجة بوابة المغرب، تقع في ملتقى الطرق بين أوروبا وإفريقيا، ملتقى المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط. حشود مختلفة من البشر، أسواق عطرة، ضوضاء مواكبة للبحر والمدينة هنا يبدأ الانبهار الحسي.
كانت طنجة مدينة دولية، ومنذ تأسيسها كانت هدفًا يتوق إليه العديد من الشعوب.
إنها تجلب السائحين من العالم بأسره - ومن المغاربة أيضًا - الذين يفتنهم اعتدال طقسها. مدينة طنجة تستجيب لتطلعاتكم.
توصف بأنها يمامة على كتف إفريقيا. أسست "تنجيس" في القرن الرابع قبل الميلاد، تنازع بشأنها القرطاجيون والرومان والفينيقيون والوندال والإسبان والبرتغاليون والإنجليز إنها أقرب مدينة إفريقية إلى أوروبا، مهوى أفئدة الفنانين، سواء كانوا رسامين أم موسيقيين أم كتابًا.
ادخلوها من بابها الواسع باب الراحة، فتحة في الأسوار، تُفْضِي إلى بانوراما لا تنسى وإلى الخليج الصغير. أنصتوا إلى الصخب المتصاعد من الميناء والقصبة.
ها هو ذا السوق الكبير، تشرف عليه المنارة المزينة بالفسيفساء المتعدد الألوان لمسجد سيدي بوعبيد.
تمزج ألوان "فوطات" البدويات بالأحمر والأبيض وألوان قبعاتهن المزينة بالشرابات بألوان الثمار والأواني الخزفية والأنسجة. صياح البائعين، وأصوات مطارق الصناع التقليدين تقدم هناك كل صباح حفلة موسيقية أخاذة. وهذا الرنين، إنها الأجراس النحاسية للسقاة بأزيائهم المزركشة... وهذا العطر، مزيج لطيف من روائح التوابل والصوف يلتصق بالذاكرة وبالذكريات المرئية أو المسموعة. هل هو أريج الليمون؟ أو القرفة؟ أو البخور؟ أو النعناع؟ أو الشواء؟ إنه أريج طنجة المميز.
في اتجاه الجنوب بمدخل المدينة العتيقة على مقربة من المسجد الكبير يوجد السوق الصغيرة، ساحة جذابة محاطة بفنادق ومطاعم ومقاهي.
إن لطنجة سحرها فهي تتوفر على مَلَكَة إيقاظ الفنان الكامل بداخلنا. الحلم بأجمل الصور المسجلة من صميم الواقع، والتزود من تلك المادة الخام التي تمنحها طنجة لتسجيل الخواطر... والاستظلال بأشجار التين المعمرة عبر مئات السنين، وبحدائق "المندوبية"، حيث وضع ثلاثون مدفعًا برونزيًّا بعد ما قاومت، وجلجلت، ودَكَّت أركان أعداء البلاد فيما مضى.
أو بحدائق السلطان، التي تجمع بين إغراء الزهور والقوة المثيرة بقصر دار المخزن المشيد في القرن 17م، بقبابه الرخامية وسقوفه الأرزية وديكوراته المزينة بالفسيفساء البديعة وهي تأوي اليوم مُتْحَف الفنون المغربية العتيقة والحديثة.
في طنجة كل شيء يبدأ من البحر ويؤدي إلى البحر، من "سور المعجازين"، تمعنوا هذه اللوحة التي تأملها العديد من الفنانين: الميناء، المياه الخضراء، والزرقاء لمضيق جبل طارق، وعلى مرمى العين؛ هناك الأندلس القرمزية عند مغرب الشمس.
عندما يلتقي البحر بالمحيط:
يوجد دائمًا ما يدعو للاستجمام أو لإغناء الثقافة خلال التجول عبر أرجاء طنجة، بوسعكم أن تسبحوا صباحًا بالمحيط الأطلسي وبعد الزوال بالبحر الأبيض المتوسط أو العكس.
شرق طنجة على بعد 10 كيلومترات يوجد رأس "مالاباطا" عبر طريق جميلة ملتوية بين التلال على طول خلجان رملية صغيرة، ستجدون بكل تأكيد خليجًا صغيرًا، وكأنه جُعِلَ خصيصًا لكم، حيث يمكنكم الاستمتاع حقًّا بالاستجمام تحت أشعة الشمس أو بأمواج البحر. من المنارة، يبدو منظر البحر والمضيق كأنه نداء إلى اللامنتهى.
بالشمال الغربي على بُعْدِ اثني عشر كيلومترًا من طنجة، يعانق المحيط الأطلسي البحر الأبيض المتوسط أمام رأس "سبارطيل". يَشْرَئِبُّ إلى هذا الرأس الأقصى لإفريقيا المغطى بالكالبتوس وبلوط الفلين، على بعد بضعة كيلومترات، يخوض التاريخ غمار الأسطورة. تستمر أمواج البحر بهديرها في حفر مغارات "هرقل".
كانت طنجة آهِلَةً بالسكان فيما قبل التاريخ، واستخرجت منها لفترة طويلة الصخور الكِلْسِيَّة لصنع الرحى، غير بعيد من هناك تبدو الآثار الرومانية للحمامات ومصانع الزيوت بكوتا.
أصيلا: الثقافة والطبيعة
على طول الضفة الأطلسية يمكن مزج إغراءات البحر والتاريخ. تبدو المدينة الصغيرة الكتومة "أصيلا" على بُعْد أربعين كيلومترًا من طنجة، كأنها في غفوة خلف أبوابها الزرقاء والخضراء والصفراء. على الرغم من ذلك، فقد تعاقب عليها عدة دول أجنبية، كانت "أصيلا" رومانية وإسبانية وبرتغالية تُوَفِّر اليوم قلاعها وصوامعها نزهات هادئة على جانب البحر، ومطاعِمُها معروفة بِسَمَكها المقلي.
العرائش: عروس الشمال
عرائش مشهورة بموقع "ليكسوس". يقال بأن هرقل قطف فيها تفاح الذهبي، كان هذا إنجازه الحادي عشر. أما الآثار الأكثر تجليًّا فهي المعبد والمسرح والقلعة والحمامات.
تطوان: الحمامة البيضاء
في اتجاه الشرق، على امتداد المسافة، تتمسك تطوان بالريف. مدينة بيضاء تزينها الخضرة. في تطوان تتجانس الثقافتان المغربية والأندلسية. هنا لكل عادة مقامها، ولكل مهنة زقاقها.
إن تطوان معقل المتاحف الرائعة والمؤسسات الثقافية بتنَوُّعاتِها.
تمتد شمال المدينة المحطة الاستجمامية "كابونيكرو" (الرأس الأسود) بشمسها الدافئة، ورمالها الناعمة، وممراتها التسعة المخضرة
شفشاون: الأندلس الصغيرة
على بعد ستين كيلومترًا جنوب تطوان بعيدًا عن المنطقة الساحلية تقع مدينة شفشاون البيضاء ذات الأبواب الزرقاء، الغنية بمنابع مياهها العذبة، إنها إحدى أبهج المدن المغربية، مدينة طاهرة، مدينة سعيدة، توصلك أزقتها النظيفة المرصوصة بالحصى إلى سلسلة الساحات المظللة.
فنادق في المغرب
منقول للفائدة
0 التعليقات :
إرسال تعليق